النفس تبكي على الدنيا


النفس تبكي على الدنيا وقد علمت

النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها


لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها

فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها
وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها

أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً
حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها

أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها
وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها

كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت
أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها
وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها


أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ

أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ
وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ

خذلت نبياً خير من وطئ الحصى
فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ

و لحقت أبا جهل فأصبحت تابعاً
لَهُ وَكَذَاكَ الرَّأْسُ يَتْبَعُهُ الذَّنَبْ

فَأَصْبَحَ ذَاكَ الأَمْرُ عَارا يُهيلُهُ
عَلَيْكَ حَجِيجُ الْبَيْتِ فِي مَوْسِمِ العَرَبْ

و لو كان من بعض الأعادي محمد
لَحَامَيْتَ عَنْهُ بِالرِّمَاحِ وَبِالقُضُبْ

و لم يسلموه أويضرعْ حولهُ
رجال بلاءٍ بالحروب ذوو حسب

علي بن ابي طالب



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-