اجمل قصص قصيرة





قصة كيد النساء

خرج رجل في رحلة ليكتشف ما هو كيد النساء وفي طريقه ألتقى بأمرأة واقفة بجانب بئر فاقترب منها وهي خائفه وسألها ما هو كيد النساء ؟ فوقفت عند البئر وبدأت تبكي بصوت مرتفع حتى يسمعها أهل القرية فسألها خائفاً لماذا؟ قالت : حتى يأتي أهل القريه فيقتلوك، فقال لها : أنا لم آتي إلى هنا لإيذائك ولكني توسمت فيك الذكاء فسألتك ؟ ولم تكن رغبتي في الحديث اليك لنية سيئه كونك إمرأة جميله ؟ فقامت وأمسكت دلو الماء وسكبته على نفسها ! فتعجب الرجل منها ! وسألها لماذا فعلتي هذا وبينما هو يتكلم أتى الناس وقالت المرأة: هذا الرجل أنقذني عندما سقطت في البئر !! فقاموا الناس يشكرونه وفرحوا به كثيراً !! وكافئوه ، فسألها ما الحكمة من فعلتك هذه فقالت : هكذا المرأه إذا أذيتها قتلتك وإذا رضيت عنك أسعدتك .



قصة خطبة الحمار



بينما كان أحد رؤساء البلديات في طريقه لإلقاء خطبة في قرية أخرى ماشيا على قدميه ، إذ وقف بجواره أحد المزارعين على عربة يجرها حمار ، وقال له : تفضل معي أوصلك ، ركب رئيس البلدية ، ونام على كومة القش في العربة ، وحين وصل إلى القرية الأخرى ، ووقف أمام الناس في ساحة البلدية فتش عن دفتر خطبه فلم يجده، فقال: أيها المواطنون ، لا يوجد عندي ما أقوله لكم ، فقد فقدت دفتر خطبي في كومة قش ، وربما عثرت عليه بعض الحيوانات، فإذا رأيتم حماراً أو ثوراً يلقي خطبة 


قصة القاضي الذكي



باع تاجر مزارعا بئر ماء وقبض ثمنه، وحين جاء المزارع ليروي من البئر اعترض التاجر طريقه وقال له: لقد بعتك البئر وليس الماء الذي فيه ، وإذا أردت أن تروي من البئر فعليك أن تدفع ثمن الماء.
رفض المزارع أن يدفع ثمن الماء، واتجه مباشرة إلى القاضي واشتكى التاجر إليه ، فاستدعى القاضي التاجر ليستمع إلى الطرفين ، وبعد سماع كل منهما قال القاضي للتاجر: إذا كنت قد بعت البئر للمزارع بدون مائها، فعليك بإخراج الماء منها لأنه لا يحق لك الاحتفاظ بمائك فيها، أو ادفع إيجارا للمزارع بدل الاحتفاظ بمائك في بئره.
عرف التاجر بأن خطته قد فشلت، فترك المحكمة وخرج مهزوما .


قصة المزارع الطماع



كان هناك مزارع طماع ، أراد أن يجمع الكثير من المال، وحين أمطرت السماء في فصل الربيع قال: يا رب لو طلعت الشمس فسأستطيع أن أبذر بعض القمح.
وفي اليوم التالي أصبحت السماء مشمسة، فبذر المزارع الطماع القمح ، ثم قال: لو أمطرت السماء فسوف يستفيد قمحي . 
وفي اليوم التالي أمطرت السماء فقال : يارب لو أمطرت السماء مرة أخرى فسينمو قمحي بشكل أفضل . 
وفي اليوم التالي أمطرت السماء مرة أخرى ، وحين دخل الصيف حصد المزارع قمحه وجعله في كومة كبيرة ثم قال : 
يارب لماذا لم ترزقني بمطر أكثر فلو أنك أعطيتني مطرا أكثر لكانت غلتي أكثر.
حينها أمطرت السماء بمطر غزير ، جرف غلة المزارع الطماع وأتلفها .


قصة الملك والحكيم



كان أحد الملوك متعاظما في نفسه، فخورا بها، فجلس يوما على عرشه في قصره الفخم، محاطا بخدمه ورجال بلاطه ورأى جماهير الناس تقف أمامه بخشوع فاستبد به الغرور فرفع صوته عاليا وقال: أنا سيد العالم، وجميع البشر خدم لي.
فانطلق من بين الحاضرين صوت ضعيف قائلا: 
أنت مخطئ، فكل البشر خدم لبعضهم بعضا.
سادت دقائق صمت مرعبة علا فيها الوجوم والخوف وجوه الجميع وتجمد الدم في العروق ، صرخ بعدها الملك غاضبا: من الذي قال هذا الكلام؟ من هذا المتمرد الذي يقول بأني خادم؟
فأجاب صوت: أنا الذي قلت ذلك. 

وخرج من بين الجموع شيخ ناحل الجسم بلحية بيضاء ، يتوكأ على عصا.
قال الملك : ومن أنت ؟ قال الشيخ : أنا رجل من عامة الشعب ، وليس في قريتنا ماء وجئت أطلب منك أن تحفر لنا بئرا نشرب منها قال الملك : إذن أنت متسول ، ومع ذلك تملك الجرأة والوقاحة لتقول بأنني خادم !! قال الرجل : كلنا نخدم بعضنا ، وسأثبت لك صدق كلامي قبل حلول المساء ، قال الملك : هيا أجبرني أن أخدمك ، ولو فعلت ذلك فسأحفر في قريتك بدل البئر ثلاثة آبار ، ولكن لو فشلت فسأضرب عنقك بحد السيف !! قال الرجل : من عاداتنا في قريتنا حين نقبل التحدي أن نلمس أقدام من نتحداه ، أمسك عصاي يا سيدي حتى ألمس قدميك ، أمسك الملك عصا الرجل ، فانحنى ومس قدميه ، وحين قام قال للملك : شكراً لك ، والآن أعد لي عصاي ، فأعادها الملك له مباشرة ، حينها قال الرجل : والآن هل تريد برهانا آخر على صحة كلامي؟
فقال الملك متحيراً : برهان ؟
فقال الرجل : لقد حملت عصاي حين طلبت منك ذلك ، ورددتها إلي أيضا حين طلبت منك ذلك ! لقد قلت لك أن الناس خدم لبعضهم ، سر الملك من ذكاء الرجل وجرأته ، وحفر في قريته عددا من الآبار ، وعينه مستشاراً في قصره .


 جحا و الحيلة الخبيثة


اصابني مرض قوي احسست اني في اخر ايام حياتي ، فقلت لزوجتي  العزيزة ارجوكي يا زوجتي البسي افخر الثياب واغلاهم وتزيني احسن واجمل الزينة، وجلسي امامي هنا ، فاجبتني كيف ادع خدمتك  يا زوجي العزيز واذهب للتزين لااستطيع ان افعل هذا ابدا فهل تعتقد انني قليلة الحب لك ؟

جاحدة للمعروف فاجبتها إن ما خطر ببالي غير ما خطر ببالك ! فاني ارى عزرائيل يدور حولي و لعله اذا راك بتلك الثياب الفاخرة و الهيئة الجميلة يتركني و ياخذك .



قصة نعل الملك 



يحكى انه في قديم الزمان كان هناك ملكا شاب يحكم دولة واسعة وشعبها طيب، وذات يوم اراد هذا الملك أن يقوم برحلة برية طويلة يكتشف من خلالها اماكن و اسرار جديدة، ولكن خلال عودته تورمت قدمه تماماً بسبب المشي في المسالك الوعرة، وعندما عاد الملك الى القصر فكر كثيرا في هذه القضية، وفي الاخير اصدر قرارا يقضى بمرسوم ملكي بتغطية جميع شوارع وطرق المدينة بالجلد، حتي لا تتأذي اقدامه  مجددا أو اي شخص ، ولكن أحد وزرائه اقترح عليه فكرة افضل بكثير، وهي أن يقوم بصنع قطعة جلد صغيرة فقط ويتم وضعها تحت عرش الملك  .. فكانت هذه بداية نعل الاحذية .. الحكمة من القصة : قبل ان تبادر بتغيير نمط حياة من حولك ، فكر أولاً في تغير نفسك .


قصة معبرة عن الحياة



يحكي انه كان هناك رجلاً يمشي في أدغال الأمازون يتمتع بمنظرالطبيعة الرائعة والأشجار العالية التي لم يرى مثلها من قبل والازهار الجميلة ذات الروائح العطرية، وبينما هو مستمتع بالمناظر الخلابة ومسرور بالرحلة،فجأة سمع من خلفه صوت عدو سريع يقترب منه شيئا فشيئا والصوت يعلو بوضوح تام، التفت الرجل إلي الخلف إذا به يشاهد امام اعينه اسداً مخيف وضخم يتجه نحوه بسرعة البرق، ومن شدة الجوع كان الأسد ضامر الخصر بشكل واضح ..أخذ الرجل يركض بسرعة كبيرة والاسد يطارده وعندما  شعر الرجل بان الأسد يقترب منه بسرعة اكبر، لفت انتباهه بئراً قديم بجوار بيت مهجور، فقفز الرجل علي الفور وبدون تردد وهو متمسك بالحبل الذي يسحب به الماء.

أخذ الرجل يتمرجح وسط البئر ، مر وقت قصيرهدأ صوت الاسد عندها التقطت الرجل انفاسه و سكن روعه ، ولكن سرعان ما سمع صوت اخر لكن هذه المرة كان فحيح ثعبان كبير الرأس وطويل جداً يوجد اسفل البئر، أخذ يفكر في طريقة ما ليتخلص من الثعبان داخل البئر والاسد في الاعلى، فإذا به يرى فأرين احدهما ابيض والآخر اسود يصعدان من اسفل الئر عبر الحبل إلي اعلي الحبل ويبدءان بقرض الحبل، هلع الرجل كثيرا وأخذ يحرك الحبل بيديه يمينا وشمالا  لتخويف الفأرين، وبينما هو يتأرجح في اليمين والشمال اصطدم بأحد جوانب البئر،وعند اصطدامه بالجانب شعر بشئ رطب لزج في ضهره، التفت الرجل إلي الخلف اذا به يجد عسل نحل، اصطدم مع بيوت النحل التي تبنى في الكهوف و الجبال وعلي الاشجار ، قام الرجل يتدوق من العسل، فأخذ لعقة وأضاف الثانية، ومن شدة حلاوة العسل نسي  الرجل ماهو فيه من مواقف صعبة ، وفجأة أيقظته زوجته من نومه وهو يتصبب عرقا، حينها عرف ان ذالك كان مجرد حلم مزعج .

في الصباح قرر الرجل أن يذهب إلي مفسر احلام ليفسر له ما رأي، روي الحلم للشيخ، فضحك الشيخ قائلاً  : ألم تعرف تفسيره ؟ فقال الرجل : لا ، قال الشيخ : الاسد الذي يجري خلفك هو ملك الموت، والبئر الذي به الثعبان هو قبرك، أما الحبل الذي تتعلق به فهو عمرك، والفأرين الاسود والابيض هما الليل والنهار ينقصون من عمرك، فقال الرجل : والعسل يا شيخ ؟ فقال الشيخ : الدنيا ، فقد أنستك من حلاوتها أن وراءك موت وحساب

في الصباح توجه الرجل الى بيت احد مفسر الاحلام ليفسر له حلمه تفسيرا صحيحا وبالفعل ذهب الى بيت احد شيوخ،وحكى له حلمه بالتفصيل ، فضحك الشيخ قائلاً  : ألم تعرف تفسيره ؟ فقال الرجل : لا اعرف يا سيدي، قال الشيخ : الاسد الذي يجري خلفك هو عزرائيل يريد ان يقبض روحك،أما الحبل الذي تمسكت به فهو عمرك، والبئر الذي في اسفله ثعبان هو قبرك،  والفأرين الابيض و الاسود  هما الليل والنهار ينقصون من عمرك، فقال الرجل وهو متشوق لسماع تفسر العسل : والعسل يا شيخنا العسل ؟ فقال الشيخ : العسل يرمز للدنيا، فقد أنستك حلاوتها أن وراءك موت وحساب 


اجعل السقف مناسباً



يحكى انه في يوم من الايام كان هناك ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه، فارسل اليه مرسول وقال له اخبره ان الملك سوف يمنحك كل الاراضي التي تستطيع ان تقطعها سيراً علي قدميك مجانا، وستكون هذه الاراضي ملكك إلي الابد .. فرح الرجل كثراً بما سمعه من المرسول وبدأ يجري باتجاه غرب المملكة في حالة جنون قطع مسافة طويلة فتعب لكنه واصل السير حتي يمتلك المزيد والمزيد من الاراضي، وبعد أن قطع مسافات أطول جدا ،احس بالتعب الشديد، فكّر في العودة ليكافئه الملك بالمساحات التي قطعها سيرا على الاقدام، ولكنه علي الفور غير رأيه وقرر مواصلة السير حتى يحصل على الكثير من الاراضي، سار الرجل مسافات أطول وأطول احس بالتعب من جديد اخد قسطا من الراحة ،فكر مجدد في العودة ليكافئه الملك بما وصل إليه، ولكنه تردد هذه المرة ايضاً وتابع السير .

مازال الرجل يسير ويجري لمدة خمس ايام ولم يعد أبداً ، لقد ضل طريقه وضاع في الخلاء، ويقال أنه في النهاية وقع صريعاً من شدة التعب و الإنهاك الشديد، ولم يمتلك شئ ولم يحس بالسعادة يوماً بل شعر بالحزن فقط، لأنه لم يكن يعرف حد الكــفاية او بالاحرى القناعة  .


قصة القارب العجيب


تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد، فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !وأثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا، لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه؟!فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون العظيم الكبير بلا إله؟! 


قصة الدرهم الواحد 



يحكى أن امرأة جاءت إلى أحد الفقهاء، فقالت له: لقد مات أخي، وترك ستمائة درهم، ولما قسموا المال لم يعطوني إلا درهما واحدا!فكر الفقيه لحظات، ثم قال لها: ربما كان لأخيك زوجة وأم وابنتان واثنا عشر أخا. فتعجبت المرأة، وقالت: نعم، هو كذلك.فقال: إن هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك: فلزوجته ثمن ما ترك، وهو يساوي (75 درهما)، ولابنتيه الثلثين، وهو يساوى (400 درهم)، ولأمه سدس المبلغ، وهو يساوي (100 درهم)، ويتبقى (25 درهما) توزع على إخوته الاثنى عشر وعلى أخته، ويأخذ الرجل ضعف ما تأخذه المرأة، فلكل أخ درهمان، ويتبقى للأخت- التي هي أنت- درهم واحد. 


قصة المال الضائع 



يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟فقال له الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً. ثم فكرلحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى.فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره.وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك. 


قصة المرأة الحكيمة



صعد عمر- رضي الله عنه- يوما المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم.فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم.فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} ( القنطار: المال الكثير).فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر.ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل 


قصة الخليفة الحكيم 



كان عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه- معروفا بالحكمة والرفق، وفي يوم من الأيام، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له:يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحدا.فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة.فانصرف الابن راضيا بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه، وعلم أن وفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه. 


قصة ورقة التوت



ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل.ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: "ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم! 


قصة العاطس الساهي



كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟فقال الرجل: الحمد لله!عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله 


قصة الرجل المجادل 



في يوم من الأيام ، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتنيفقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار 


قصة الشكاك



جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون 


قصة الطاعون



خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟


قصة الصياد والملك



في أحد الأيام خرج الملك مع وزيره يتنزهان على شاطئ البحر، فوجدا في طريقهما صیادا مرقع الثياب، يرمي شباك الصيد في مياه البحر، ويغني فرحا مسرورا غير مكترث بهموم الدنيا فاقترب منه الملك ووزيره وألقيا عليه التحية فرد عليهما بأحسن منها
قال الملك للصياد: كيف حالك أيها الصياد؟ قال الصياد، الحمد لله يا مولاي الملك حفظك الله، حالي كما تراني، أرمي شباكي، وأصيد السمك، وأعود إلى عيالي مطمئنا بالي، فأنا ملك مثلك تماما 

فتعجب الملك من قول الصياد قائلا له – لا ينبغي أن يكون في مملكتي ملك غيري، فأنا ملك البلاد ولا ملك ينازعني ملكي كاد الوزير يفتك بالصياد لولا أن الملك أشار له بالتوقف.. فرد الصياد بحكمة – أنا وعظمتك يا مولاي الملك متساويان، أنت ملك على عرش مملكتك، وأنا ملك البحر والصيد على عرش شباكي .

أراد الملك أن يختبر الصياد فقال له : سأسألك سؤالان، فإن أجبتني عفوت عنك وإن لم تجبني سجنتك مدى الحياة، قال الصياد : أنا رجل فقير ولدي أولاد وأنا عائلهم الوحيد. ثم نظر الصياد إلى الوزير قائلا للملك – هل يفتي ومالك في المدينة وزيرك يا مولاي الملك هو أجدر بالاجابة عن السؤالين مني .

شعر الوزير بالشرك الذي وضعه فيه الصياد ولكن رفض الملك وأصر على سؤال الصياد وقال له
أيها الصياد قل لي كم عدد نجوم السماء؟ وما عمل ربك الآن؟ فرد الصياد قائلا للملك لا أجيبك حتى تعطيني الأمان يا مولاي الملك. 

فقال الملك، لقد أعطيتك الأمان.. أجب قال الصياد للملك – يا مولاي الملك بالنسبة لإجابة السؤال الأول، احلق شعر وزيرك، وضعه على الطاولة وعده شعره تلو شعرة، حينئذ تعرف كم عدد نجوم السماء .
أما السؤال الثاني، فلا أجيبك حتى ينزل وزيرك عن حصانه الذي يمتطيه، ثم يخلع ملابسه ويلبس ملابسي، خلع الوزير ملابسه، ولبس ملابس الصياد، ثم ركب الصياد على حصان الوزير قائلا ، يا مولاي الملك إن عمل ربي الآن أن يغير ويبدل في ثوان ويعز من يشاء ويذل من يشاء وبيده مقاليد كل شيء.

وفجأة حلق طير فوق رؤوسهم يقول كاك.. كالك.. كاك. 

فقال الملك لوزيره ماذا يقول الطير أبها الوزير ؟ فرد الوزير بلا مبالاة، لا أعلم ثم التفت الملك للصياد قائلا له: 

ماذا يقول الطير أيها الصياد؟ قال الصياد – لقد قال الطير كاك ثلاث مرات. كاك الأولى، معناها ، سبحان من لا يعرف سر المخلوق إلا هو وكاك الثانية معناها ، فسبحان من لا يعلم العلوم الا هو وأما مالك الثالثة معناها ، سبحان من لا يملك الأرزاق والأعمار الا هو قال الملك للصياد بإعجاب ويحزم – مكانك على ظهر الجواد أيها الصياد لا تنزل ، وأنت أيها الوزير مكانك على شاطئ البحر ولا تعلم فكم أفتخر بأن يكون في مملكتي مثل هذا الرجل في العقل والتفكير .